:

الخميس، 3 نوفمبر 2016

التربية الإعلامية:


التربية الإعلامية:
التربية الإعلامية هي عملية توظيف وسائل الاتصال بطريقة مثلى من أجل تحقيق الأهداف التربوية المرسومة في السياسة التعليمية والسياسة الإعلامية للدولة. والإعلام التربوي مطالب بأن يكون معيناً للآباء والأمهات في تقريب ا لمعلومة لذهن الطلبة، ومشجعاً لهم على تحصيل العلم والمعرفة، وغرس القيم الإسلامية النبيلة، ومعايشة ظروف المجتمع، وتأكيد المفاهيم الحقيقية للتعليم، والعمل، والانتماء للوطن.
التربية الإعلامية المدرسية:
أهدافها 
تحقق التربية الإعلامية المدرسية عدة أهداف تربوية تتمثل في عدة أمور نناقش منها: زيادة فاعلية العمل التربوي المدرسي، ومواجهة التحديات الحضارية، والارتقاء بالحياة الطلابية المدرسية. وفيما يلي نبذة مختصرة عن تلك الأهداف.
زيادة فاعلية العمل التربوي المدرسي:
تقوم التربية الإعلامية المدرسية بدور كبير في تطوير وزيادة فاعلية العمل التربوي المدرسي من خلال الممارسات التالية (جامعة الإمارات العربية المتحدة، 1996):
أ- الإسهام في توفير الصلة بين المدرسة والحياة.ب-الإسهام في تحقيق التماسك الاجتماعي.
ج - مساعدة الطلبة على تفهم وجهات النظر والرؤى العالمية المختلفة.
د - تعزيز مفاهيم الشورى عند الطلبة.
هـ - الإسهام في معالجة مشكلات الطلاب المعقدة كالفقر والمخدرات والتشرد والجوع والعصابات والبطالة.
و - مساعدة المدارس على تحقيق الفهم الصحيح لدى الطلبة لمفاهيم العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي.
ز - تعويد الطلبة على تحمل المسؤولية، وترسيخ جذور التعاون.
ح - مساعدة الطلبة على فهم دلالات التربية المهنية.
ميادين التربية الإعلامية المدرسية:
تتعدد الميادين التي تنطلق منها التربية الإعلامية المدرسية ومن أهمها ما يلي (العلي، 2002):
الألعاب المدرسية:
يمكن للألعاب المدرسية التركيبية أو التمثيلية أو الحركية أن تكون مصدراً جيداً للاعلام التربوي في مدارس التعليم العام وإلى جانب ذلك فإن الألعاب المدرسية تطور التراكيب اللغوية والتعبيرات الدقيقة عند الطلاب، وتمكنهم من الإبداع في المهارات الأساسية، ومهارات الإنتباه السريع والبديهة وتوزيع الانتباه، والمهارات الاجتماعية التواصلية، وتعزيز مفاهيم الصحة العامة والصحة البدنية والعناية بالبدن وتجنب الاصابات والأمراض، وتمكين الطالب من النضج الاجتماعي والاتزان العاطفي والتخلص من مشكلات الأنانية والتسلطية وضيق الأفق والعزلة عن الجماعة
الفنون المدرسية:
تغطي الفنون المدرسية مساحة كبيرة من الأنشطة الطلابية كالرسم والزخرفة والنحت والأشغال اليدوية والفنون التمثيلية والمسرحية والأناشيد والأغاني والأهازيج التربوية، ومتاحف الطلاب، ومعارض الإنتاج الطلابي، والحفلات والمهرجانات المدرسية وغيرها. 
الإذاعة والصحافة المدرسية:
تشكل كل من الإذاعة والصحافة المدرسية بؤرة مركزية تتجمع فيها آلاف الرسائل الإعلامية التي تحقق أهدافاً تربوية بالغة الأهمية، 
وسائل أخرى:
هناك جملة من المصارد الأخرى للتربية الإعلامية المدرسية لها دور كبير في تنمية الوعي الثقافي والتربوي والاجتماعي في المجتمع المدرسي أبرزها المكتبة المدرسية، واللقاءات المشتركة بين المعلمين والطلاب وبين الإدارة والطلاب، ولقاءات الآباء والأمهات، والمحاضرات العامة المدرسية سواء كان المشاركون فيها من داخل المدارس أم من خارجها، والأفلام التربوية والتثقيفية التي تعرض داخل المدارس، وشبكات المعلومات الموصولة بالمدارس، والرحلات الطلابية المدرسية إلى المواقع القريبة أو البعيدة عن المدارس، والأندية المدرسية الصيفية داخل البلاد أو خارجها، والوسائط الإعلامية المتاحة داخل المدارس من أشرطة فيديو وأشرطة ممغنطة أو اسطوانات مدمجة ونشرات إعلامية مدرسية وكتب أو مجلات مدرسية، هذا إلى جانب الكتب الدراسية نفسها التي تنقل العديد من العناصر الثقافية الإعلامية. 
مزايا التربية الإعلامية المدرسية:
تحقق التربية الإعلامية المدرسية العديد من المزايا للطلبة ويمكن تحديد أبرزها فيما يلي (حارب، 2003):

1 - تعويد الطلبة على التعايش مع التغير الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي والتكنولوجي الذي تمليه التطورات السريعة في الأفكار والقيم والرؤى والتقنيات والأدوات والوسائل.
2 - إعداد الطلبة للتعايش مع الآخرين، والتفاهم مع الغير، وإدراك وفهم القضايا المحلية والإقليمية الدولية.
3 - مساعدة الطلبة على تفسير الأمور واستيعابها والمشاركة في حل المشكلات، وعلى امتلاك المهارات والقدرات التحليلية.
4 - تزويد الطلبة بعدد من المكتسبات في إطار التعبئة الجماهيرية لمواجهة الحدث الطارئ أو الحدث المستمر، والقدرة على المواجهة عوضاً عن الخوف والاستسلام أو الإنعزال أو الرفض لمجرد الرفض أو الإكتفاء بمجرد تبرير المسائل والأمور أو إسقاط التهم على الغير أو نسب المسألة أو القضية لسبب واحد بعينه دون غيره.
5 - مساعدة الطلبة على إدراك مواقعهم عند الآخرين سواء كان هؤلاء الآخرون في الداخل أم في الخارج 
6 - مساعدة الطلبة على فهم حقوقهم وواجباتهم وحقوق الغير وواجباتهم، 
7 - مساعدة الطلبة على إدراك مغازي العولمة وماهيتها وسبل التفاعل معها، وأخطارها، وطرائق تنقيتها وحسن توظيفها لخدمة الفرد والجماعة
8 - مساعدة الطلبة على التخلص من كثير من المشكلات النفسية والثقافية والاجتماعية 
9 - تعويد الطلبة على حب المكتبة المدرسية وحب الكتاب، والرغبة في القراءة، لكونها وسيلة للتوعية والتثقيف والعلاج.
01 - مساعدة الطلبة على فهم الثقافة المجتمعية والثقافة العالمية، وربط المواد الدراسية بالأحداث والوقائع الحقيقية.
11 - إعداد برامج إعلامية لشرائح الأطفال والشباب في سن التعليم العام تعبر عن حاجاتهم، وتشبع مطالبهم، وترقى بأذواقهم وتصحح أفكارهم، وتنظم أمور حياتهم.
21 - مساعدة المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات ومن يقع في حكمهم على اكتساب الثقافة التربوية التي توجه عملهم وتجعلهم قادرين على معرفة اتجاهات أبنائهم وبناتهم وطلبتهم في كل ما من شأنه رعاية وتربية النشء.
31 - تعزيز الانتقاء الثقافي الصحيح من البرامج الإعلامية الترفيهية والثقافية، مع العمل على إكساب الطلبة مهارات النقد والتحليل وحل المشكلات.
41 - تنمية مهارات الطلبة القرائية والكتابية والتحليليلة والإدراكية والنقدية، والمساعدة في تنشئتهم اجتماعياً بشكل سليم.
51 - تحصين الطلبة من المؤثرات الثقافية والحضارية الضارة بالقيم والمعتقدات وبالثقافة المحلية.
61 - تدريب الطلاب والطالبات على آليات البحث عن المعلومات وسبل تصنيفها وتنظيمها وتحليلها والخروج بالنتائج وإصدار الأحكام حول هذه النتائج.
71 - تدريب الطلاب على التفكير العلمي.
81 - مشاركة الطلاب في تخطيط الأنشطة والبرامج الإعلامية المختلفة سواء بطريقة فردية أم بطريقة جماعية.
91 - توفير تقنيات متنوعة لمصادر التعلم ورقية وإليكترونية لمساعدة الطلبة علي الفهم والاستيعاب والتمكن والإبداع.
معوقات التربية الإعلامية المدرسية:
بالرغم من اعتراف جميع القائمين على التربية بأهمية التربية الإعلامية المدرسية، إلا أن الواقع يطالعنا ببعض المشكلات التي تحول دون تحقيق فاعلية هذه التربية، ومن أبرز هذه المعوقات ما يلي:
1 - عدم الإيمان الحقيقي بقيمة النشاطات المدرسية وأهميتها النظرة السلبية لأولياء الأمور نحوها.
2 - عدم قدرة المعلمين على تنظيم النشاط المدرسي تنظيماً منهجياً يؤدي إلى تحقيق أهدافه.
3 - عدم توافر الوقت اللازم في المنهج المدرسي لممارسة النشاط.
4 - نظام الامتحانات، والاهتمام بها، مما يساهم بنصيب وافر في تقليص النشاط المدرسي، ووضعها من الناحية العملية على هامش الأهمية، بل خارج حدود الهامش أحياناً.
5 - عدم توافر المعلم الكفء الذي يستطيع توظيف واستثمار تكنولوجيا الإعلام لأغراض تربوية.
6 - التباين الشديد بين الثقافة المدرسية والثقافة التي تروجها وسائل الإعلام.
7 - في ظل تقدم وسائل الاتصال وازدحام الفضاء بالأقمار الصناعية التي تنقل البرامج التليفزيونية على مدارس الساعة صار من الصعب تنسيق الجهود بين التربويين والإعلاميين أجل بث برامج مخطط لها بعناية لتنمية قدرات الطفل العربي المسلم في إطار ثوابت الهوية الإسلامية العربية.
للارتقاء بالإعلام التربوي المدرسي يقترح بعض التوصيات التي تحقق زيادة تفعيل دور المدرسة في الإعلام التربوي ومنها:
1 - دعوة المؤسسات التعليمية إلى التوظيف الأمثل لامكانات مؤسسات الاعلام ووسائل الاتصال الجماهيرية في خدمة العملية التربوية التعليمية.
2 - دعوة الإعلاميين والتربويين إلى التنسيق بين قطاع التربية وقطاع الإعلام في تخطيط المحتوى التربوي الذي يمكن تقديمه للطلبة.
3 - دعوة مؤسسات الإعلام إلى تقويم المواد الإعلامية التي تستهدف الطلبة بصفة دورية في ضوء المعايير الإعلامية والتربوية والنفسية.
4 - دعوة المعلمين إلى اكساب الطلبة أنماطاً سلوكية تركز على تنمية التفكير الناقد، وعلى القيم الاجتماعية التي تمكنهم من التكيف مع أنماط الحياة المتغيرة، وتكسبهم المهارات التي تمكنهم من النظرة الموضوعية الفاحصة للأشياء والمواقف.

عام دراسي جديد